سوزان مبارك في اللقاء الجماهيري مع سيدات 6 محافظات


أكدت السيدة سوزان مبارك رئيس المجلس القومي للمرأة أن نجاح تجربة تخصيص مقاعد للمرأة في مجلس الشعب سوف يتوقف علي مدي النجاح في اختيار المرشح وفقاً لمعايير موضوعية تستند إلي الكفاءة والقدرة علي الأداء البرلماني المتميز وهو ما يتطلب التركيز علي توعية النائبات اللاتي يصلن إلي عضوية البرلمان ومدي قدرتهن علي التعبير الواعي عن قضايا واحتياجات ومصالح المجتمع ككل وليس فقط تلك المتعلقة بالمرأة والأسرة.
قالت في الكلمة التي القتها أمس في اللقاء الجماهيري الذي عقدته بقصر ثقافة المنصورة مع القيادات النسائية بـ 6 محافظات هي الدقهلية ــ دمياط ــ كفر الشيخ ــ المنوفية ــ الشرقية ــ الغربية إن النائب في مجلس الشعب لا يمثل دائرته الانتخابية أو مصالح الفئة التي ينتمي اليها فقط إنما يمثل المجتمع ككل..
وجهت السيدة سوزان مبارك الدعوة للمرأة المصرية أن تقف مدافعة عن مكتسباتها وما حققته من نجاحات عبر سنوات الكفاح الطويلة وأن تثبت جدارتها في ممارسة دورها البرلماني التشريعي والرقابي ليكون هذا الدور بمثابة قيمة مضافة حقيقية للعملية الديمقراطية ولجهود الإصلاح والتنمية في مجتمعنا وليصبح انتخابها كنائبة بعد هذه الفترة الانتقالية بمثابة اختيار حر للمواطنة.
كما وجهت دعوة للأحزاب السياسية والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام أن تنشط لتكثيف التوعية للناخبين والناخبات بأهمية المشاركة في اختيار ممثليهم وبأهمية أصوات النساء المقيدات في الجداول الانتخابية بشكل خاص وهي نسبة لا يستهان بها في حسم المعركة الانتخابية لصالح المرشح الأفضل.
كما توجهت بدعوة ثالثة للقوي المستنيرة في المجتمع أن تساند هذه التجربة الجديدة كمرحلة انتقالية تعوض المرأة عن نقص فرص تمثيلها في حياتنا السياسية والي أن يسود المناخ الثقافي والسياسي الأكثر انصافاً لدور المرأة في مراكز صنع القرار.
قالت إننا أمام هذه التجربة الجديدة التي ستجري علي أرض مصر خلال
هذا العام ليس أمامنا إلا النجاح فهي تجربة سوف تحدد بشكل كبير مستقبل الدور السياسي للمرأة في الحياة البرلمانية.. تحد جديد سوف يكون حاسماً في تحديد مستقبل المشاركة السياسية للمرأة يتطلب منها إعداد نفسها لدور فاعل مؤثر في كافة القضايا الداخلية والخارجية الهامة المطروحة علينا اليوم وغداً.. قائمة من القضايا الهامة ما بين الزيادة السكانية والتعليمية والثقافة والصحة والتشغيل والأمن الغذائي والطاقة والدعم والتوسع العمراني وأيضاً ظواهر العنف والتطرف الاجتماعي في الداخل والتحديات الأخري علي الساحة الدولية بدءاً من مواكبة قوي العولمة والتنافسية في الأسواق في ظروف أزمات مالية واقتصادية عنيفة في آثارها علي أوضاع النمو في مجتمعاتنا النامية.. مروراً بمواجهة قضايا البيئة والمياه والتغير المناخي ومشكلات نقل التكنولوجيا وزيادة المساعدات الانمائية.. الي قضايا الإرهاب وحوار الحضارات.. قائمة من القضايا الصعبة تمس جيلنا الحاضر وتمتد آثارها الي مستقبل الأجيال القادمة.. تضع علي عاتقنا جميعاً وعلي عاتق المرأة البرلمانية في المرحلة القادمة مسئوليات جسيمة تحتاج الي رؤي جديدة وتشريعات متطورة في مواجهتها سواء علي مستوي السياسات والمشروعات الوطنية في الداخل أو علي مستوي المبادرات الدولية المطلوبة في اطار طموحنا لشراكة عالمية يكون لنا فيها دور وتأثير.
أكدت قرينة الرئيس ثقتها في قدرة المرأة علي
النجاح وعلي اثراء العمل البرلماني والحياة السياسية فرغم التحديات وما تفرضه من قيود نحن نعيش أيضاً زمن الفرص الممكنة فهناك إرادة حقيقية للتغيير والتطوير وهناك أيضاً آفاق أوسع للانجاز والتقدم في اطار تحالف وطني وشراكة حقيقية بين أبناء هذا الوطن تسير بمصر الي الأمام نحو بناء مجتمع الأمن والعدل والرخاء.
تعديلات تشريعية
قالت قرينة الرئيس إننا نمر حالياً بمرحلة ثرية للممارسة الديمقراطية من خلال انتخابات متتالية جرت وسوف تجري في القريب العاجل.. تتم في اطار تعديلات تشريعية هامة تعيد تشكيل مؤسساتنا التشريعية والدستورية وتعزز فرص المرأة في المشاركة السياسية لحظة حاسمة سوف تشكل الملامح الإنسانية لتطور مجتمعنا في المرحلة القادمة وأحداث هامة تفرض نفسها علي جدول أعمال حوارنا فمنذ أسابيع قليلة جرت انتخابات مجلس الشوري حيث تم التجديد النصفي له بانتخاب 88 عضواً كما تم تعيين 44 عضواً منهم عشرون سيدة وبعد أشهر قليلة ستكون انتخابات مجلس الشعب بعد أن تم تعديل تشريعي يحدد كوتة للمرأة في البرلمان بواقع 64 مقعداً كحد أدني وبعد عام سوف تجري انتخابات رئيس الجمهورية وهي ثاني انتخابات رئاسية بعد أن تم تعديل الدستور ليجري اختيار رئيس الجمهورية بالانتخاب السري المباشر بدلاً من الاستفتاء علي مرشح واحد في خطوة غير مسبوقة.. في تاريخ مصر السياسي لتعزيز التعددية ودعم دور الأحزاب السياسية.. انتخابات وإصلاحات هامة ترتب لنقلة نوعية حقيقية في مجمل أوضاع مصر ومسيرة تطورها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي كما تطرح في نفس الوقت تحدياً جديداً أمام المرأة لاثبات جدارتها في مجال المشاركة السياسية ومراكز صنع القرار وتأكيد قدرته علي التأثير لصالح تشريعات وسياسة أكثر تعبيراً علي مصالح وقضايا المواطنين وأكثر انحيازا لعملية التنمية العادلة المستدامة في مجتمعنا.
تطورات داخلية
طرحت السيدة سوزان مبارك تساؤلاً هاماً وهو كيف أعدت المرأة نفسها لمقابلة هذا التحدي وللتفاعل مع هذه الأحداث والتطورات الداخلية الهامة؟ خاصة وأنها تأتي في اطار العديد من التحديات الخارجية الأخري التي يطرحها علينا عالم دائم التغير ومناخ دولي يموج بالتحولات والمستجدات التي تستلزم منا تحديد الرؤي والسياسات الواجبة في مواجهتها وكلها قضايا يظل للمرأة فيها دور رئيسي كما طرحت تساؤلات حول أهمية دور المرأة في عملية التنمية المجتمعية بوجه عام ولماذا التركيز علي المشاركة السياسية بوجه خاص؟ ولماذا نظام الكوتة لتمثيل المرأة في البرلمان وكلها تساؤلات جديرة بالاهتمام.